News

Check out market updates

طرابلس الشرق ، إرث وتاريخ عريق !

طرابلس

في بقعة تبلغ مساحتها ١٠٤٥٢ متر مربّع، تمتدّ دولة لبنان. يُعتبر لبنان من أجمل الدول العربيّة وأغناها بالمعالم الأثرية والمناطق السياحية التجارية التي تجعله جنّة على الأرض بطبيعته الخضراء الخلّابة. يقع لبنان في غرب قارة آسيا في منطقة الشرق الأوسط. يطلّ لبنان  على سوريا شمالاً وشرقاً ، على فلسطين المحتلّة جنوباً وعلى البحر الأبيض المتوسط غرباً. يتألّف لبنان من الكثير من المناطق والقرى ذات المناخ المتنوّع. بعض المناطق اللبنانية حارّة مطلّة على البحر وبعضها الآخر بارد تزيّنه سفوح الجبال. أي يجمع لبنان المجد من أطرافه حيث يكمن لكل لبناني أو سائح أن يستمتع في بحره و من بعدها يصعد إلى أرزه وأعالي جباله في غضون ساعات قليلة. هذا بالإضافة إلى وجود الكثير من الأماكن التراثية التي ورثها لبنان منذ العصور القديمة قبل نشأته. تعدّ مدينة طرابلس العاصمة الثانية للبنان بعد عاصمته بيروت وهي منبع لتراثه وتاريخه العريق.

موقع طرابلس و مساحتها:

تقع مدينة طرابلس الفيحاء على ساحل البحر المتوسط. تبعد طرابلس نحو ثماني كيلومتراً من بيروت، عاصمة لبنان. تتألّف طرابلس من قسمين حيث يربط جسر نهر أبو علي بين قلب المدينة وأبي سمراء و بين منطقة القبّة. كما تبلغ مساحة طرابلس حوالي   27.3 الف متر مربّع.

طرابلس

كان لطرابلس عدّة أسماء وألقاب في ظلّ تلك الحقبات كاسم “مهالاتا”، “أهلية”، “آثر”، “درلبي” و”كايزا”.

سبب تسمية المدينة باسم “طرابلس”:

تم تأسيس مدينة طرابلس في سنة ٧٠٠ قبل الميلاد. مرّ على المدينة الكثير من العصور والعهود كعهد الرومان، البيزنطيين، الفاطميين، السلوقيين، المماليك، العثمانيين و الفينيقيين. كان لطرابلس عدّة أسماء وألقاب في ظلّ تلك الحقبات كاسم “مهالاتا”، “أهلية”، “آثر”، “درلبي” و”كايزا”. ولكنّ اسم طرابلس هو الاسم الأشهر بين هذه الأسماء حيث بقي إلى اليوم. ألقى اليونان اسم “تريبوليس” على المدينة في القرن الرابع قبل الميلاد. يعني هذا الاسم إلى المدن الثلاث ويشير إلى نشأة المدينة بعد اتحاد ثلاث مدن في العهد الفينيقي وكانت طرابلس عاصمة للدولة الفينيقية سنة ٣٠٠ قبل الميلاد.

تاريخ مدينة العلم والعلماء:

في مطلع القرن الثاني عشر حصل انشقاق في العالم الإسلامي حيث حصل انقسام بين السلاجقة الأتراك في العراق والفاطميين في مصر الذين أقاموا دويلات صغيرة متفرّقة في بلاد الشام. دفع هذا الخلاف جميع ملوك أوروبا إلى إقامة حملات صليبيّة برّاً وبحراً لاحتلال سواحل بلاد الشام وإنشاء إمارات لاتينية تابعة لهم من أنطاكيا و مدينة الرها وصولاً إلى بيت المقدس، مصر والأردن.

قبل دخول الصليبيين, كانت ولاية مستقلّة في عهد أمراء بني عمّار. تمتدّ من سواحل اللاذقية شمالاً إلى جونية جنوباً. كانت المدينة في حينها إمارة مشتهرة بازدهارها وعمرانها واقتصادها. هذا بالإضافة إلى التطور الثقافي ، الفكري والعلمي الذي يتمثّل بوجود دار العلم والمكتبة الكبرى التي كانت تحتوي على ثلاثة ملايين مخطوطة. تضاهي المكتبة جميع مكتبات الخلفاء التي توجد في بغداد والقاهرة وقرطبة.

استطاعت المدينة الصمود أمام الغزو لمدّة دامت عشر سنوات من عام ١٠٩٩ إلى عام ١١٠٩ ميلادي. في هذا العام بدأ الحصار على إمارة طرابلس من قبل أساطير الإفرنج الذين حاصروها برّاً ومنعوا عنها الطعام والمواد الغذائية. الأمر الذي أدّى إلى سقوطها. دمّروا معالمها وأحرقوا المكتبة الكبيرة فيها بأمر من قائدهم “بيرث”. ضاعت الكثير من العلوم المدوّنة بماء الذهب وكتابات بخطوط مؤلفيها. دام الغزو حوالي ١٨٠ عاماً وغيّروا خلال هذه المدّة معالم طرابلس، وضعوا قوانين خاصة بهم و فرضوا لغتهم الغربية.

طرابلس

تقع مدينة طرابلس الفيحاء على ساحل البحر المتوسط

معلومات أكثر عن حصار طرابلس:

قاومت طرابلس بعض المسلمين كعماد الدين زنكي وابنه نور الدين، الناصر صلاح الدين ، أخاه الملك العادل الأيوبي والملك بيبرس. حتى قدوم السلطان المنصور قلاوون، سلطان الدولة المملوكية الذي حرّرها من الغرب. خرج السلطان المنصور مع جيوشه من القاهرة إلى دمشق مكان اجتماع الجيوش. تطوّع الكثير من الجيوش بالإضافة إلى جيش السلطان لتحرير طرابلس. كان الغزو في فصل الشتاء حيث كانت الثلوج تملأ طرابلس. ربط المنصور عند القبة التي أصبحت تدعى قبة النصر في يومنا.

دام حصار السلطان ٣٣ يوماً مستخدماً المنجنيقات، أكثر من عشرة آلاف السهام، الدبابات الخشبية الثقيلة والأنابيب التي تقذف النار. عندما اشتدّ الحصار فرّ العديد من قادة الصليبيين إلى جزر الميناء وتم قتل وأسر بعض القادة من قبل السلطان قلاوون. لاحق السلطان القادة الصليبيين إلى الجزر على الخيول في حين ذهب بعض الجيوش سباحة في البحر.

طرابلس

ألقى اليونان اسم “تريبوليس” على المدينة في القرن الرابع قبل الميلاد

نهاية عهد الصليبيين:

في ٢٦ نيسان سنة ١٢٨٩ ميلادي سقطت دولة الصليبيين التي أقيمت في طرابلس الشام. أعيدت طرابلس إلى ملك العرب والمسلمين الذين أعادوا أمجاد تراثها وبنوا الكثير من المعالم الأثرية المملوكية التي مازالت تزيّن مدينتنا إلى يومنا هذا كالمساجد، القلاع، الخانات، الأسواق والمدارس التي أغنت طرابلس وجعلتها منطقة عمرانية رائعة تجذب الناس للسكن والإقامة فيها بالإضافة إلى زيارتها.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *